"لا أمل في بقائه حيا" عبارة ربما سمعها الجميع من أطباء يتحدثون عن شخص كبير بالسن تراكمت عليه الأمراض، فوجدوا حسب تقديراتهم التشخيصية أن بقاءه بالمستشفى غير مجدٍ، وان نقله إلى البيت أفضل الخيارات، فالموت قادم لا محالة إلا ما يشاء الله.
المشهد بالتمام مر به ذوو المريض "عبد الكريم إسماعيل" (65) عاما يسكن منطقة (تل مرك) بناحية زمار التابع لقضاء تلعفر غرب محافظة نينوى ، إذ كانت البداية عندما تعرض لوعكة صحية نقل على أثرها لإحدى المستشفيات في الموصل ، فحالته تحتاج إلى المتابعة الدورية.
(عبد الكريم) رقد بالمستشفى لفترة (7) أيام لكن حالته ازدادت سوءا رغم محاولات علاجه من قبل الأطباء ، فهو يعاني من ارتفاع ضغط الدم والفشل الكلوي وصعوبة التنفس وفقدان الوعي، وحينها طلب الطبيب المشرف على حالته من ابنه "عون الدين عبد الكريم" (36) عاما إخراجه من المستشفى ونقله إلى البيت فبقاؤه لا طائل منه، وما هي إلا ساعات معدودة ويفارق الحياة، وهنا بدأت معارضة الأهل على ذلك، لكن الجواب كان صادما لهم من الطبيب "لا نستطيع إبقاء من لا أمل بعلاجه"
استمر الجدل طويلا بين ذوي المريض والطبيب إلى أن حصل ما لم يكن بالحسبان، همس المريض (عبد الكريم) لولده (عون الدين) وبصعوبة النطق يقول له: "دعنا نغادر من المستشفى وبعدها نذهب لـ"مجمع طوارئ تل مرك"، مضيفا "هناك من يعتني بي فانا اعرف المكان جديدا واعرف إنسانية من يعملون به لقد راجعت سابقا ".
ما كان ب (عون الدين ) ألا أن يوافق ، وينقل والده لغايته المنشودة "مجمع طوارئ وصالة ولادة تل مرك" التابع لمنظمة داري الإنسانية والممول من قبل منظمة الصحة العالمية والذي تنقسم فيه الخدمات الصحية المجانية على قسمين: الأول صالة الطوارئ لمعالجة الحالات الطارئة، والثاني صالة الولادة لتقدم خدمات الولادة الطبيعية، حيث يستهدف بخدماته ما يقارب (175000) الف نسمة من القرى والنواحي القريبة من المجمع.
الكادر الطبي المتواجد بالمركز والذي يعمل (24) ساعة باليوم لاستقبال الحالات الطارئة، استقبلوا (عبد الكريم) واستمعوا إلى قصته ومعاناته، ليقوم بعدها الطبيبان "عمر احمد " (39) عاما و"حازم محمد" (30) بالإشراف الكامل على حالته من خلال وضع خطة علاجية مع الكادر التمريضي.
ويقول الطبيب "عمر" : لقد وصلنا المريض "عبد الكريم" وهو يعاني قصورا في القلب وفشلا كلويا وصعوبة في التنفس ، مضيفا " حالة المريض شكلت لنا تحديدا إنسانيا لابد من النجاح فيه رغم الإمكانيات مقارنة بالمستشفيات لذلك قمنا بوضع المريض تحت المراقبة المستمرة والفحص الدوري وإعطائه العلاج المناسب إلى إن استقر وضعه الصحي وهو يتماثل للشفاء يوما بعد أخر .
ويروي (عون الدين ) ابن المريض "اصابني الذهول لما شاهدته من عناية واهتمام بوالدي من الكادر الطبي والتمريضي وأيضا الإداري للمجمع ،مضيفا "كانت الإمكانيات والأجهزة الطبية بالمستشفى التى ذهبنا أليها أكثر تطورا من التي توجد بمجمع طوارئ تل مرك لكن الروح الإنسانية والعمل كفريق واحد للكادر الطبي والتمريضي كان لها الدور الأكبر في إنقاذ حياة أبينا".
ربما قصة (عبد الكريم إسماعيل) من القصص المألوفة والمتكررة التي كثر ما سمعنا عنها لكن رغبة المريض بالحياة وإنسانية وتكاتف وإصرار الكادر الطبي والإداري على علاجه ورعايته رغم صعوبة حالته جعلتها تكون قصة نجاح أخرى تضاف إلى قصص نجاح صنعتها منظمة داري الإنسانية.
للاستفسار والتبرع والتطوع في صفوف منظمة داري الاتصال على: (07730255277–07730266277)
أو البريد daryhuman@gmail.com أو زيارة موقعنا http://daryhuman.org/
أو صفحة الفيس بوك https://www.facebook.com/DaryHuman/
للتواصل مع رئيس المنظمة يرجى الاتصال على العناوين التالية :
daryhuman@gmail.com
info@daryhuman.org
أضف تعليق :