في شمال العراق تحديدا تلعفر ولد حسين جاويش قبل ان تصبح مدينته منكوبة وتجبره الحرب على الهجرة إلى سوريا فوجدها اشد جحيما واختار ان يقطن مخيم بين حدود العراق وسوريا وتركيا ، لكن سرعان ما لحقته نيران الحرب بإخلاص مشؤوم وحوصر المخيم الحدودي فقرر العودة الى الموطن الاصلي الملتهب.
الاقدار ساقت الرجل المكتظ بالأوجاع الجسدية والنفسية لمخيم النمرود المعروف ب(السلامية) ليقطن فيه عله يعيد لرئتيه بعض نفحات موطنه الاصلي ولو كانت مليئة بالغبار والبارود .
القدر اضاف ضيقا على (حسين) حيث اصيب اولاده الاربعة بمرض الهيموفيليا ( نزف الدم الوراثي ) الذي اكتسبوه من والدتهم المصابة بالمرض ايضا . الأولاد احمد وامجد ومحمد وادهم واجهوا حتمية الموت حيث شح بهم العلاج جراء النزوح والحرب حتى برق أمامهم بريق منظمة داري الانسانية التي لم تتوانى بمد يد الخير ووفرت لهم علاج لستة اشهر ووضعته في برادات مركز صحي داري سبعة بعد جهود حثيثة وتنسيق عالي مع دائرة صحة نينوى .
وقبل ايام قليله اتصل (حسين) بمركز داري واخبرهم انه عاد واهله لمنزله في تلعفر بعد استقرار الاوضاع وعودة الحياة فيها. لكن الملفت ان (حسين) رغم كل الظروف والمرض الوراثي لزوجته يصر على انتاج العديد من الاولاد منها أملا بإنجاب طفل سليم خالي من الهيموفيليا .
أضف تعليق :